التخطي إلى المحتوى الرئيسي

في جلسة حوار جمعتني مع الأستاذة 
( خ.ع)عن المرأة والهوية والتصورات والبعد الإجتماعي الناتج عن العلاقات التي تبدأ وتنتهي على مواقع التواصل الإجتماعي التي ينكرها البعض ويؤيدها الواقع. 
هذا  بعض مما سجلته .
وعدتك أن أكتب وأحكي لك عن تجربة من التجارب التي مرت بي ..وها أنا أفي بوعدي، بعدما ساورني إحساس بالحكي على طريقة البوح ..الذي لايريد إستفسارا ،ولا حلولا . إنما التأكيد على بعض التصورات التي ينكرها  الجميع ويؤيدها الواقع .

وهل ستحدثينني عن المراحل الأولى في حياتك ؟

لا..لن أحكي لك عن المرحلة الاولى من حياتي .لأنها لا تستحق أن ابدأ بها.
فهي كانت عبارة عن زواج فاشل وتربية أولاد. وعمل وكد لكي أعيش حياة كريمة .لكن الحمد لله ،مهنتي كانت مشرفة ،والأهم أنها جعلتني أحتك بالناس، والكتب، والأفكار.
 فكونت رصيدا مهما ،من القناعات والقيم ،والمبادئ التي لاأحيد عنها.

وما الذي تستطعين إخباري عن ما تلى هذه المرحلة ؟

اكتملت رؤيتي وآمنت إيمانا شديدا بالثلاثي المشهور (المساواة الحرية الديمقراطية)وأصبحت عنيدة جدا . لا أتنازل على حبة من المبادئ التي اؤمن بها  ...وطبعا هي عراقيل في وجه الرجل والمجتمع.وبنظري إذا انتفت هذه المبادئ. فمعناه أننا أصبحنا متخلفين و نعيش في مجتمع غابوي.

هذا رأيك طبعا وربما نجد من يخالفك فيه .هل تتفقين معي ؟

طبعا لايهم رأيي، ولو أنه صحيح . لكن لا الشرع ولا القانون ولا المجتمع الذي أعيش فيه يرى ما ارآه.

ما هو موقفك من الرجل كامرأة عربية ؟

موقفي من الرجل ستعرفه من بعد أن احكي عن الحاضر الآن ..من منطلق أسري وبيتي ..عن الزوج المفروض أن يقوم بتربية أولاده يدا بيد مع زوجته وطبعا حديثي هنا من منطلق تجربة شخصية .

سأسرد  عليك حياتي بشكل آخر  لكن الماضي لا أريده الآن  اوك  اتفقنا..؟

إتفقنا .

قلت لا الشرع ولا القانون يرون ذلك  ..وكانت نظرتي لهذا المجتمع تترسخ  فالمرأة تعاني وليس لها سند ولا معيل حتى زوجها يتخلى عنها إن مرضت ويتزوج عليها وووووووو وأنا ضد كل ذلك.المهم كما قلت  لك..
انهيت المشاكل التي تأتي من العلاقات العاطفية وكرست حياتي لأولادي .

كم عددهم ..أولادك .؟

بنت وولد  الحمد لله.

ككاتبة تسوق لنفسها من خلال مواقع التواصل الإجتماعي ..ما الذي تستطعين قوله عن هذه التجربة والمتغير الحاصل في الحركة الأدبية والعلاقات الإجتماعية التي تضع نفسها تحت سقف الأخير .؟

دعني أكمل  أولا ..تخليت عن الهدف السرمدي للمرأة وهو الرجل المساند. الرجل المسؤول.  الرجل الكامل.
وكأي امرأة مثقفة دخلت مواقع التواصل الإجتماعي. وأنا كلي طموح  لأكتب. واقرأ وانشر أفكاري، وما أمنت به لعمر من النضال الفردي .لا للتنقيب عن الزوج أو حبيب أو أو أو .دخلت بفكرة خلق علاقات وصداقات عبر العالم العربي والغربي
وبما أنني مهوسة بالكتابة فقد وجدت فيه متنفسا  لأكتب أفكارا وأكتب خواطر وأبحث عن الشعر الرقيق وأنشره  كما قلت لك.ولأن مهنتي هي التدريس فقد كنت أعشق الشعر والكتابة وهذا ما يعرفه الجميع.

ما الذي تتوقعه أو تنتظرينه من الآخر .الوسط العائلي .الحقل العملي والأصدقاء الافتراضيين والواقعيين؟

أنا كان هدفي أن أنشئ أولادي تنشئة حسنة لكي لايكونوا عالة على المجتمع  والحقل العملي كان أقوى سند. لأنه ببساطة لولا العمل ما وصلت إلى ما أنا فيه الآن .على الأقل أحيا حياة كريمة جدا دون حاجة لرجل.
أما الاصدقاء الافتراضيين فلم أكن أريد منهم شيئا سوى مناقشة الأفكار والإستفادة  وخلق علاقات محترمة.

مواقع التواصل الإجتماعي ساعدت الكثيرين على تجاوز مخاوفهم من الآخر وسهلت بشكل أو بآخر طرق الحوار مع الأفراد ..فما هو رأيك في هذا الكلام ؟

بداية  عندما دخلت الفيس بدأت أنشر بعض صوري و،صور أبنائي تماشيا مع الحداثة ولغة الصورة .ولم يكن هدفي الإثارة أبدا  ...كنت مغرمة ولازلت بكل ماهو جديد ماهو علمي ماهو تقني  ولو أن تكويني أدبي محض  لكني أتشبت بكل مايستعمل فيه العلم والعقل.وأتفق إلى حد ما مع هذه الفكرة .وأنه فعلا ساعدنا على تجاوز المخاوف النفسية من الحوار .

سأخبرك قصتي مع العالم الإفتراضي وحفره .

تفضلي..

من الحفر التي عشتها كانت الأيام التي بدأ البعض يدخل الخاص .شباب وأشخاص محترمين، وغير ذلك . من يسلم  من يقول شكرا .وهناك من يذهب الى أبعد من ذلك.أما أنا فعندي حصانة من الرجل. أو قل عندي رؤية خاصة له. مرة أرد ،ومرة لا أرد. وهناك من يغادر بعدما ييأس من الوصول إلى هدفه.
وهناك نوع ثالث دائما هذا الذي كان  يحذفني حينما لا أستجيب له كأنني يوم كنت أكتب أو أنشر فأنا أعرض نفسي أو جسدي .وكانت تعز علي نفسي كثيرا من ناحية، ومن ناحية أخرى كانت تتبلور عندي الفكرة عن رجل الفيسبوكي

والرجل بصفة عامة .

اريد منك قصة أو موقف أثر فيك نفسيا .في الأستاذة والمرأة خ .ع .

في يوم من أيام رمضان الماضي، دخل عندي شخصية مرموقة، في المجتمع  في بلد من البلدان العربية.وشخصية لها دراية بالتاريخ، والفن والعلم والدين .وكنت أقوم كل صباح،  أجده أمامي.ومن عادتى أن اقوم  الساعة السادسة صباحا.وكنت أجده،يفتح الفيس ويدخل عندي ونتكلم ونتناقش في شتى الأمور.في البداية كنا نتكلم في مواضيع عديدة  وأنا كنت أستفيد منه على المستوى المعرفي طبعا.كان أكبر مني سنا ومعرفة إجتماعيا.كان يحكي لي أشياء كثيرة.وكنت أسمع له وأناقشه بأدب وروح مسؤولة.إلى أن تطورت الأمور عنده. أو لم تتطور لست أدري حقيقة . لأن الرجل محترم وكبير في السن  ولا أعرف ماهو هدفه.المهم ..في يوم من الأيام طرح لي مشكلة "الحب"والرجل كان موسوعة فكرية استغربت سؤاله  وبما أني عنيدة قلت له  لم أفهم قصدك .فقال لي أنا أحببتك .وأنت جميلة وشابة وووووو  و كل الكلام الذي يقال في مثل هذه المواقف

وأنت ما كان ردك يومها ؟

  قلت له  ماهو الحب ؟وما المقصود من أية علاقة..لأنه  كان يوحي لي بين الفينة والاخرى بكلام يشبه الغزل. ولكنني كنت أتغاضى الطرف ولا أرد عليه غالبا .لأنني أعرف مسبقا لماذا يتغزل الرجل ..ولكن في الحقيقة لم أشعر باية مشاعر اتجاهه لا سلبية ولا إيجابية. كنت أستبعد فكرة العلاقة نهائيا.

وكم استمرت علاقتك به ؟

سأخبرك ..

مر الشهر الأول.والشهر الثاني الذي هو رمضان واقترب العيد..وقبلها أقنعت نفسي غصبا أن أدخل معه في علاقة مواصفتها نبيلة وشريفة ومثمرة.قلت مع نفسي ربما في آخر العمر أجد سندا ومعيلا.ورجلا أرجع إليه كلما ضاقت الدنيا في عيني.لكن رجلا رجلا لاشبه رجل  ادأو نصفه.اقترب العيد  ودخل عندي الخاص  وقال لي أنه سيسافر إلى.وأنه سيجد دائما الوقت صباحا لا ليلا ولا نهارا للكلام معي.
وجرى بيني وبينه الحوار التالي :

هو  : ألم تشعري خلال هذه المدة بشئ ما؟
أنا : بم تريدنى أن أشعر؟
هو :أنا احبك
أنا :وما معنى الحب ولماذا أنا بالضبط. وأنت لم ترني قبلها، ولاتعرفني  ولا ولا ولا  كل اللاءات التي قلتها.
هو :أنت تعطيني الإلهام لكتاباتي في الصباح برقيك ومناقشتك وضحكك وووووو
أنا : إذن تمنيت أن أكون معك في المصيف  بقربك وبجانبك "طبعا هي مداراة فقط"
هو: لايمكن ياحبيبتي معي زوجتى وأحفادي ووو.
أنا :هل تخاف من زوجتك
هو: طبعا من خاف نجا  ألم يقولوا كذلك في الثرات؟
أنا :بما أنك تحبني أنا أقترح عليك أن نتزوج .لا أريد علاقة مشبوهة ووضعيتي وسني لايسمحان بذلك.
هو : لايمكن البثة . فأنارجل معروف وزوجتي...
أنا :لاتكمل .. أنت تريدنى امرأة من الدرجة الثانية، أو الثالته، أو الرابعة  اليس كذلك ؟
هو : لا أبدا  ..هل تريدين إنهاء العلاقة ؟
أنا : لا أبدا  ولكن أرى أن نبقى أصدقاء
أفضل لي ولك.
هو: ونتكلم كل صباح، وكل يوم.. أنت كلامك يريحني يدخل علي الفرح والسرور.

وإنتهى بعد  مدة ليست بالقليلة عملت له بلوك وضغطت عليها كثيرا .كأنني انتقمت لنفسي بالحظر .


وما الذي خرجت منه من هذه التجربة ؟

خرجت بسلة من الأسئلة والتي مازلت أبحث لها عن أجوبة إن كان في الأدب والمسرح والسنما .


"إن معركتي معك ليست متكافئة

فأنا لست سوى سمكة صغيرة

تسبح في حوض من النحاس السائل

ساعديني على التقاط أنفاسي

فنبضي لم يعد طبيعيا ."


أزمة المثقف اليوم هي ازمة اختيار بالدرجة الأولى ..فإن لم تكن زوربويا فلا ترقص على الكتب ولا اليوميات .والعلاقات التي تبنيها في محيطك القريب وعلى السياج الإفتراضي .عندما توجه المثقفون إلى مواقع التواصل الإجتماعي .كانوا يتجهون إلى مصافحة الآخر كيفما كان.وهناك كان أمر عادي أن نلتقي بأشخاص يحفرون طرقا داخلا نعبرها معا .وآخرين يحفروننا طرقا ليعبروها.

الأستاذة (خ.ع)سيدة عربية وامرأة زاولت الوظيفة والحياة بمسؤولية امرأة لوحدها .كي لا نقول مطلقة .
هذه المرأة والسيدة التي ربت طفلين واستطاعت أن توفر لهم حياة كريمة .

خ ع ..تعرفت على رجل و استاذ كاتب من جنسية عربية يكبرها عمرا وعلما .
تقول بعد شهور من علاقتي به وهي علاقة محترمة .وجدته يقول يحبني وعندما اخبرته ان الحب عندي يعني الزواج تغير ..وقال لنبقى صديقين مع شرط أن احدثك بوتيرة يومية .وهذا الذي رفضته لأنها تحترم نفسها وتفهم ان رجلا متزوجا وله أحفاد ما كان لها أن تستمر لأكثر من هذا ..

التعليق لكم .

https://www.facebook.com/profile.php?id=100012796537013

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"الدخول في الشرنقة " فوز الكلابي سيدة للقصة النسائية  كيف للقصة أن تعيش بعدك .وكيف يمكن للغة أن تواصل زحفها في غيابك..؟ إن بحثنا عن هندسة النص نقول "فوز الكلابي "وإن حملنا السرد في قصص تصلح لكل جيل .فلن نجد أفضل من قصص " القاصة العراقية فوز الكلابي " هي فوز الوشاح الأحمر  ..وهو المدخل الشاسع لعالم الكتابة النسائية. فوز التي قلتها لها يوما ..هنالك نساء خلقن للمقاعد الأولى من مسرح الأدباء..كنت أعرف أن هذه المرأة نذرت نفسها للقصص التشخيصية .هي كاتبة الزاوية.. مخرجة اللغة المشهدية، وسيدة العامل النفسي في كل حوار أو طرح لقضية تمثلها كتابة تعبر عن المرأة العربية ..في انتظار أن يقرأها أحد ليسارع لتلبية نداء الإغاثة الذي تطلقه كل قصة من قصص هذه المرأة المتمردة .. أجلس الليلة معكم وأنا أضع قصة "الدخول في الشرنقة "أمامي ..أنزع ساعة يدي .وأمسح نظارتي بمنديل صغير من ذاك النوع الذي يقدم لي كهدية كل ستة أشهر حين أغير الزجاج والكادر لهذه النظارات التي بدونها ما استطعت أن أكتب نقدا ولا أن أجلس مع كل رواية أو قصة تثيرني لأكتب عنها.. الدخول في الش...
النظر إلى الوراء  بقلم رزيقة بوسوالم  فاجأها وهو يدق على رأسها المنكب على سطح طاولة عارية ،، إنتفضت ستائر القلب المأثث بالفراغ من صدى الريح القوية في الخارج .. حملت المرأة،، ذات الغمازة الوحيدة على الخد اليمين ،، ذات الجمال الهادئ الموسوم بالإنفجار المباغت أثتاء حفلة رقص أو عناق متقاطع الأنفاس ،، حملت دهشتها داخل حقيبة حلم عابر ،،عيونها ضيقة كعيون الفراشات الحائرة أمام انهمار الضوء ... نظرت إلى وجهه المثلث يقطر بالضباب،، بدلة كحلية كلاسيكية من العهد القديم للحب الذي جمعها معه فوق هضبة ضحكة مستهترة ،،بشفتين مغريتين ذات صيف فائر،، ربطة عنق زهرية اللون ،،وفم مطاطي يمضع ابتسامة سمجة مثل غمزة الموت ... تساءلت في نفسها ،، ماهذا الكائن الغريب ذو التقاسيم الفوضوية والشعر المجعد  ،،و الذي كان في الماضي قبل وصوله بمسافة ساعة انتظار ،،تثار زوابع الجوع في جسدي،،؟؟ من أين سقط فجأة كوحي متأخر على رأسي هذا المساء ؟؟ جست نبضها الهادئ في ساعة يدها ،،و سحبت نفسا عميقا إلى جيب رئتيها ،،أوصدت نوافذ القلب جيدا خشيت تسرب غبار الذكرى وأتربتها فتثار حساسية الوقت المفصول عنها بمدة ط...
" دمعة على ثغر مبتسم " بقلم اسماعيل أحمد قوشتي  برغم تلك الحرب اعتدت ان الهوا علي جثث تلك الآلات العنيدة بجوار قبة مسجد تستريح علي الارض صليت واحتميت من الشمس بجدار كنيسة دفيت نفسي ليلا من السقيع بأجساد اقراني العدو الوحيد لي هو نفسي . لم تعد دفاتر مدرستي معي منذ ان سوتها الغارات بالارض والعجيب ف الامر لم اعرف من نحارب طائرات بكل لون منشورات بالف لكنة وبرغم قدماي الحافيتان ابدوا سعيدا اسعد من طفل ذلك البغيض الذي يرمي علينا من طائرتة القنابل وفيه عينة دمعة شوق لطفلة الرضيع علي غرار صورة ملصوقة علي مقود طائرتة ..